نشأة المكتبات أو الخزائن الموقوفة في اليمن:
نَشأة المَكتبات أو الخَزائِن الموقوفة في اليمن قديمٌ، فقد اهتمَّ الأئمَّة بذلك، ومن تلك الخَزائِن خِزانةُ الإمام الناصر لدين الله أحمد بن الإمام الهادي يحيى بن الحسين (ت: 325هـ)، والَّتي كانت في مسجد الإمام الهادي بصعدة، وقد رجع إلى ما في هذه المكتبة الإمامُ المتوكِّل على الله أحمد بن سليمان (ت: 566هـ) عند تأليفه كتابه (أصول الأحكام).
وقد أسَّس الإمام المنصور بالله عبد الله بن حمزة (ت: 614هـ) أكثر من خِزانة، منها بجامع حُوث، ومنها الخِزانَة الشهيرة بظَفار، وهذه الخِزانَة تحتوي على نَفائس الكُتب.
وللإمام عبد الله بن حمزة جُهودٌ لا تُنكر في إحياء العُلوم تأليفًا ونسخًا واستنساخًا، سواءً كان من مؤلِّفات عُلماء اليمن أو عُلماء الأمَّة الإسلاميَّة، فنظرةٌ إلى ما تبقَّى من هذه الكُتب تدلُّ على أنَّها مُتنوِّعةٌ في الفقه والحديث والأصولَين واللُّغة من أدبٍ ونحوٍ وصرفٍ وغير ذلك.
وكذلك قام الإمام المؤيَّد بالله يحيى ين حمزة (ت: 749هـ) بوَقْف كُتبه ومؤلَّفاته، وأوقف لها أرضًا، وسيأتي كلام الإمام يحيى بن حمزة.
وكذلك الإمام المهدي لدين الله أحمد بن يحيى بن المرتضى (ت: 840هـ)، وكان بجامعه في ظَفير حجَّة مجموعةٌ من الكُتب، وقد اهتمَّ بها حفيده الإمام المتوكِّل على الله يحيى شرف الدين (ت: 965هـ) وأَوصى بالعِناية بِها، وعَزل الكُتب الَّتي أُصيبت بالأَرَضَة حتَّى لا تتأثَّر بها.